علاقة ادارة الموارد البشرية بادارة الجودة الشاملة



يحتوي على: مرتكزات إدارة الجودة الشاملة, عناصر تحقيق إدارة الجودة الشاملة من خلال إدارة الموارد البشرية, التقنيات الست لإدارة الجودة الشاملة

إن الإدارة التقليدية أصبحت غير قادرة على مواجهة التحديات التي أفرزتها العولمة، لذا أصبحت المؤسسات بحاجة ماسة إلى أفكار وأنماط إدارية جديدة تدعم قدرتها التنافسية، ومن بين هذه الأنماط الجديدة إدارة الجودة الشاملة وهي فلسفة إدارية جديدة تقوم على ثلاثة ركائز أساسية تتمثل في العمل الجماعي، التحسين المستمر، رضا العميل، وتستلزم الإيمان بمجموعة من القيم والمعتقدات من بينها ثقافة العائلة، الولاء للمنظمة، الإيمان بالزبون، التفكير الخلاق، وبذلك تضمن المؤسسة مكانة تنافسية في بيئتها التنظيمية

مرتكزات إدارة الجودة الشاملة

إن إدارة الجودة الشاملة تقوم على مرتكزات تتمثل في التحسين المستمر والتركيز على رضا العميل، وأسلوب المشاركة في عملية اتخاذ القرارات وحل المشاكل المتعلقة بالعمل، وباعتبار أن المورد البشري أهم مورد قادر على تحقيق أهداف إدارة الجود الشاملة فلا بد من وجود علاقة تربط إدارة الموارد البشرية بهذه المرتكزات.

رضا العميل

حيث يقصد بالعميل الشخص الذي يتعامل مع المؤسسة وينقسم إلى عميل داخلي وعميل خارجي والقاعدة تقول إن رضا العميل الخارجي أساسها رضا العميل الداخلي، وعليه فان العميل الداخلي هو"المستخدم التالي لما هو منتج من الوحدة المعينة"[1]، فمثلا في مصنع للسيارات، قسم التركيب هو عميل داخلي بالنسبة لقسم قطع السيارات، وبالتالي فان انتقال المنتج من قسم إلى قسم أخر يتوقف في مفهوم إدارة الجود الشاملة على رضا القسم الموالي الذي يستقبل المنتج الذي لم يصل إلى مرحلته النهائية، وعليه فان إدارة الموارد البشرية ينبغي عليها أن توظف أفراد قادرين على التجاوب فيما بينهم.

أسلوب المشاركة 

ويعتبر نموذج أوتشي من الأساليب الناجحة في القيادة وهي ما تعرف بنظرية Z،حيث حاول تغيير الثقافة الأمريكية من خلال الاستفادة من أساليب القيادة اليابانية، ومن بين الممارساتاليابانية القرار بالإجماع، أسلوب جمع المعلومات من الأسفل إلى الأعلى، المسؤولية الاجتماعية، التنظيم غير رسمي ومحاولة ترسيخ الثقة والاحترام المتبادل[2]، وبالتالي فان هذا النموذج يتمحور حول أسلوب المشاركة في اتخاذ القرارات وحل المشاكل، والهدف من ذلك هو تقبل العاملين للقرارات المتخذة -باعتبارهم جزء من صناع القرار-وتنمية الثقافة التنظيمية من خلال نشر ثقافة التعاون وتحمل لمسؤولية، وعلية فعلى الإدارة العليا تفويض الصلاحيات الكاملة لمدير إدارة الموارد البشرية من أجل استخدام أسلوب المشاركة وتحمل مسؤولية الجميع حول القرارات المتخذة وكذا النتائج المترتبة عليها.

التحسين المستمر 

ويقصد بالتحسين المستمر انه لا يوجد منتج كمالي يحتوي على جميع المواصفات التي يرغب فيها الجمهور، وعليه فان المؤسسة تبحث دائما وباستمرار لتطوير وتحسين منتجاتها، ويشمل التحسين المستمر جميع العمليات، وفيما يتعلق بإدارة الموارد البشرية فهي تهتم في هذا المجال على وظيفتي، التدريب من خلال تلقين الأفراد معارف ومهارات جديدة بشكل مستمر، والتحفيز باستمرار عن طريق إيجاد أساليب أكثر فعالية في تشجيع الأفراد على القيام بأعمالهم على أكمل وجه، وبالتالي فان التحسين المستمر في إدارة الموارد البشرية يحقق مجموعة من المزايا تتمثل في:[3]

  1. رفع إنتاجية الموظفين العمال. 
  2. تخفيض معدلات الأخطاء. 
  3. تخفيض معدل دوران العمل ورفع الروح المعنوية للعمال والموظفين. 
  4. المساهمة في إشعار الأفراد بالاستقرار الوظيفي. 
  5. تحسين علاقات العمل وترسيخ مفهوم عمل الفريق.


عناصر تحقيق إدارة الجودة الشاملة من خلال إدارة الموارد البشرية

إن تحقيق إدارة الجودة الشاملة يتطلب حسب Atkinson تطبيق مدخل The Sevens approaches والمتمثلة في العناصر الصعبة والعناصر السهلة، أما العناصر الصعبة فهي تتعلق بتوجه المؤسسة ككل، في حين أن العناصر السهلة تهتم تركز على الموارد البشرية بشكل كبير وفيما يلي عرض لهذه العناصر السبعة:[4]

العناصر الصعبة



  1. الإستراتجية:وهي التفكير والتخطيط على المدى البعيد.
  2. الهياكل:ويقصد بها إعادة هيكلة الإدارة بما يتناسب مع الإستراتجية.
  3. النظم: أي إعداد نظم جديدة من أجل تحسين الجودة، وتحسين أداء الأفراد وزيادة كفاءة المخرجات

العناصر السهلة



  1. العاملون: يعتبر الأفراد من أهم موارد المنظمة، لذا عليها أن تسعى لتحسين معاملتها للأفراد من خلال إعطائهم الفرص لتحسين مهاراتهم وتدريبهم على الاستخدام الكامل لطاقاتهم ومنحهم الرقابة على أنفسهم حتى تستطيع انتزاع الأداء المطلوب منهم.
  2. المهارات:إن تدريب الأفراد على اكتساب المهارات والمعارف آمر مهم جدا، لذ على الإدارة أن تسعى دائما لتنمية مهارات أفرادها من أجل تحقيق الإبداع من خلالهم مما يسمح لها بزيادة قدرتها التنافسية.
  3. النمط:ينبغي أن يكون نمط القيادة من النوع الذي يقود إدارة الجودة الشاملة في جميع أرجاء التنظيم، فإدارة الجودة الشاملة تقوم على بعض القيم تصب معظمها في إشراك العميل في اتخاذ القرارات حتى تلقى القبول عند تطبيقها، والنمط الذي يتناسب بشكل كبير مع إدارة الجودة الشاملة هو نمط القيادة الديمقراطية
  4. القيم المشتركة: ويقصد بها إيجاد ثقافة تنظيمية جديدة تُقدر جودة المنتج أو الخدمة، كما يجب البحث عن ثقافة تتلاءم مع التحسين المستمر، واستطاعت الشركات المتعددة الجنسيات أن توحد ثقافة أفرادها وتبلورها في ثقافة تنظيمية يتشارك فيها جميع الأفراد.

التقنيات الست لإدارة الجود الشاملة

إن إدارة الجودة الشاملة تركز أساسا على المورد البشري باعتباره المورد المستهدف بشكل كبير من ضمن الموارد الأخرى وهذا ما يتضح في التقنيات الست والمتمثلة في:[5]

  • تفويض السلطة:وهي تمكين المرؤوس من الحصول على السلطة لاستكمال أداء مهام معينة وهذا يعني نقل كل من السلطة والمسؤولية للمرؤوس من اجل تحقيق الأهداف المطلوبة.
  • المشاركة:وهي إشراك العمال والموظفين في اتخاذ القرارات وحل مختلف المشاكل وهذه المشاركة ينتج عنها قبول لدى الأفراد في تنفيذ القرارات باعتبارهم جزء من متخذيها.
  • الإبداع والابتكار: إن الإبداع والابتكار هو الخروج عن المألوف وإضافة أشياء جديدة تحسن من أداء المؤسسة ككل، إلا أن بعض المديرين يصرون على العمل بالأساليب المعتادة من اجل ضمان النتائج حسب اعتقادهم، أو خوفا من المغامرة، غير أن هذا أمر مستحيل بسب التغير السريع الذي تشهده بيئة الأعمال وهذا ما يتطلب المرونة الكاملة والتحسين المستمر من أجل المنافسة والبقاء.
  • الإدارة بالنتائج:إن قياس الأداء باستمرار وإعلانه بصفة دورية ورسمية يساهم في تحسين الأداء وزيادة سرعته وهذا يعني أن النتائج الايجابية ينبغي تطويرها أما النتائج السلبية فيجب العمل على تدارك أخطائها.
  • بناء الفريق:إن نجاح الأعمال لا يقتصر على فرد واحد، إنما على مجهودات جماعية تتطلب تكامل وتفاعل الأفراد فيما بينهم.
  • تطوير مهارات المدير:إن المدير يلعب دور أساسي في تحسين جود المخرجات، فالمهارات القيادية تجعل من المدير شخص مغامر ومخاطر وذلك من اجل مواجهة التحديات وإبعاد شبح الخوف من اقتحام التجارب.


[1]أحمد يوسف دواوين، إدارة الجودة الشاملة، الطبعة الأولى، الأكاديميون للنشر والتوزيع، الأردن، 2012، ص103.
[2] أحمد يوسف دواوين، المرجع السابق، ص 173،174.
[3] أحمد يوسف دواوين، المرجع السابق، ص141.
[4] فليب أتكنسون، إدارة الجودة الشاملة، ترجمة:عبد الفتاح السيد النعماني، الجزء الأول، مركز الخبرات المهنية للإدارة، مصر، 1996،ص87-89. [5] عمار بحوش، نظرية الإدارة الحديثة في القرن الواحد والعشرين، الطبعة الأولى، دارا لغرب الإسلامي، لبنان، 2006، ص ص116،117.

© Manajmnt

شارك على :