لماذا تصنف الدول العربية على انها دول متخلفة

من احد اهم المعايير التي تستخدم اليوم في تصنيف الدول معيار الاقتصاد، فهناك عدة دلالات على هذا المعيار، فتركيا اليوم اصبحت من الدول المتقدمة بسبب الثورة الصناعية والاقتصادية التي عرفتها البلاد،

على الرغم من بعض التحليل التي تقول ان تطور الاقتصاد التركي كان على حساب الثورات العربية، اذا ان تركيا قامت باحتواء رجال الاعمال السوريين والليبين وتوفير الفرص الكاملة امامهم للاستثمار في تركيا، وهذا هو سبب تدخل تركيا في السياسات الداخلية في سوريا، في ليبيا على الرغم من ان الاقليم الليبي لا يهدد تركيا

ولكن سواء كان هذا التحليل صحيح اما خاطئ، تركيا دولة متقدمة فالتقدم لا يُبنى على معايير سياسية لكن على حساب الاقتصاد وبالتحديد معدل النمو الاقتصادي، والذي يحدد من خلال عاملين اساسيين وهما الموارد بأنواعها و الاستثمار، اي مدى استثمار الموارد المتاحة لرفع معدل النمو الاقتصادي، وهذا مؤشر على ان السياسات العامة للدولة تحقق اهدافها، لكن اذا كان الامر يقتصر على الاستهلاك فقط فهذا يعني ان الدولة عاجزة تماما عن ايجاد حلول اقتصادية وتتجه نحو الاستدانة الخارجية وهو مايؤدي الى زيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وهذا هو حال بعض الدول العربية التي تملك ثروات هائلة لكن نسبة الاسثمار لا تتعدى 10% ، وعليه ليس الازدهار والتقدم بالمال لكن بحسن تدبير هذه الثروات من اجل تحقيق نمو اقتصادي ينعكس على النمو الاجتماعي والتقدم العلمي، ومن بين المشاكل التي تعاني منها الدول العربية والتي تجعل منها دول متخلفة ما يلي:

• عقلية الاستهلاك: تعتبر الدول العربية من اكبر الدول المستهلكة، حيث يتم تسجيل العجز في ميزان المدفوعات لدى غالبية الدول العربية ، فاستيراد اي شيء ينعكس على ثقافة الاستهلاك مما يؤدي الى ايجاد ثقافة لدى المجتمع وهي ان كل شيء موجود فلا حاجة للاختراع، بعكس المقولة الحاجة ام الاختراع، حيث يعتقد السياسيون ان توفير السلع والخدمات يحقق الرفاهية لدى المجتمع وهذا يؤدي الى الاستقرار الامني والسياسي، الا ان هذه الفكرة أثبتت انها فكرة خاطئة تماما، حيث ان نتائج مثل هذه الافكار ادت الى حدوث الثورات الشعبية وتفقم الوضع الاقتصادي
• غياب السياحة: على غرار الامارات العربية المتحدة وبعض الدول المعدودة، تكاد تنعدم السياحة على الرغم من وجود المعالم التارخية والاماكن الطبيعية، فتوفر المرافق السياحية بالجودة التي ترضي المواطن المحلي غير موجودة ، فكيف بنا اذا تحدثنا على المواطن الاجنبي الذي يبحث عن افضل الاماكن السياحية من حيث المكان من جهة ومن حيث توفر المرافق الضرورية لذلك وثقافة التعامل مع السياح الاجانب، حيث ان انعدام الامن يمثل عامل مهم في فشل السياحة
• معدل الضرائب المرتفع: يعتقد السياسيون ان زيادة معدل الضرائب يؤدي الى زيادة ايرادات الدولة، الا ان ما يجهلونه هو منحنى لافر الذي يضع حد اقصى للضرائب وتجاوز هذا الحد يعني انخفاض الايرادات العامة نتيجة نقص النشاط الاقتصادي بسبب اعباء الضرائب
• منهجية التعليم: يقتصر منهج التعليم في غالبية الدول العربية على المنهج الاكاديمي والغير ديناميكي، حيث هذا المنهج يقوم على تقديم المعلومات بالكم الهائل مع غياب الجانب العملي ، وهذا غير كافي للطالب من اجل التحصيل العلمي،ومع تطور التكنولوجيا اصبح المنهج التجريبي امر ضروري في فهم الالات والمعدات الرقمية المتطورة التي تحتاج الى خبرة من اجل معرفة طريق عملها، لا يمكن ان تحدث ثورات صناعية مثلما حدثت في اروبا، لكنعلى الاقل الاستفادة من الصناعات الاروبية والغربية وتطويرها

خلاصة

اذن مشكلة الدولة العربية هي توجيه السياسات العامة نحو ثقافة الاستهلاك بدلا من الاستثمار الذي يقضي على معظم المشاكل التي حولت دول نامية الى اقوى دول في العالم

© Manajmnt

شارك على :

☷✎