الافتراضات المسبقة في البرمجة اللغوية العصبية من منظور ادارة الاعمال
تعريف البرمجة اللغوية العصبية
يعرف "ستيف أندرياس" البرمجة اللغوية العصبية على "أنها دراسة التفوق الإنساني، والقدرة على بذل قصار جهدك أكثر فأكثر، وهي الطريقة الجبارة والعملية التي تؤدي إلى التغيير الشخصي ، وهي تكنولوجيا الانجاز الجديد"[1]، من خلال هذا التعريف يمكن القول أن البرمجة اللغوية العصبية هي إحدى الأساليب الجديدة في مجال التنمية البشرية والتي تساعد الإنسان على تغيير نفسه نحو الأفضل، أما في مجال الأعمال، فهي تركز أساسا على فن الاتصال وبالتالي يشمل القادة بشكل كبير حيث تساعدهم البرمجة اللغوية العصبية على تطوير إمكانياتهم في مجال الاتصال من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية والتي تمثل القدرة على التأثير في سلوك الأفراد، والتي ينبغي أن تحقق أهداف المنظمة، ومعنى ذلك أن تدريب القادة على أساليب الاتصال الفعال يساعدهم على النجاح كقادة، ويعمل على زيادة إنتاجية الأفراد نتيجة التأثير في سلوكهم ، وكذا تغيير ثقافة المنظمة ومن هنا يتضح التأثير الايجابي للبرمجة اللغوية العصبية على منظمات الأعمال.الافتراضات المسبقة في البرمجة اللغوية العصبية
يقصد بها مجموعة المسلمات التي يجب أن يؤمن بها الشخص الذي يسعى إلى تحسين قدراته على الاتصال بنفسه وبالآخرين بطريقة تحقق نتائج ايجابية، وتتمثل هذه الافتراضات فيما يلي:احترام رؤية الشخص الأخر للعالم
فالقائد الذي يبحث عن التأثير في سلوكيات مرؤوسيه عليه أن يحترم القيم والمعتقدات التي تشكل شخصية كل مرؤوس.الخريطة ليست المنطقة
قد يبدو لبعض القادة أن القوة هي السبيل الوحيد للتأثير في سلوكيات المرؤوسين، إلا أن الحقيقة لا تعكس ذلك تماما، فالقوة لها تأثير مؤقت في تحديد سلوكيات معينة، وتختفي هذه السلوكيات باختفاء هذه القوة، وبالتالي فالنظرة الشخصية للأشياء لا تعبر عن حقيقة الأشياء عادتا.توجد نية ايجابية وراء كل سلوك
قد يتصرف احد العمال تصرف سلبي يظهر للقاء على هذا النحو، إلا انه عادتا ما تكون نية هذا العامل ايجابية، كأن يوجد العامل في مكان غير المكان الذي يعمل فيه، فأول ما ينبغي أن يتبادر إلى ذهن القائد هو أن هذا العامل كان يقوم بعمل ما يصب في مصلحة المنظمة.يبذل الناس أقصى ما في استطاعتهم بالمصادر المتوفرة لديهم
أي أن الإنسان عندما يركز على فعل شيء ما يسخر كامل طاقاته وإمكانياته من اجل تحقيق نتائج يبحث عنها، فالعامل الذي يرى أن زيادة إنتاجيته تحقق له زيادة في الدخل، سوف يبذل قصارى جهده لإنتاج اكبر عدد من الوحدات.لا وجود لأشخاص مقاومين، إنما هنالك رجال اتصال مستبدون برأيهم
يقصد بها أنه لا يوجد أفراد يقاومون أفكار الآخرين، إنما يحاولون أن يفرضوا آراءهم الشخصية حول موضوع معين، ولاجتناب حدوث صراع فكري يوجد أسلوب يساعد الطرفين، وهو أسلوب المشاركة حيث يبدى كل من الطرفين رأيه حول الموضوع وبالتالي الحصول على نتائج ايجابية نتيجة الحوار.يكمن معنى الاتصال في الاستجابة التي تحصل عليها
وهذا يشمل الحوافز التي تقدمها المنظمة لأفرادها، فالسلوك هو نتيجة الحوافز، ففعالية الاتصال بين المنظمة وأفرادها تكمن في فهم الأفراد لمضمون الحوافز، أي ماذا تريد المنظمة من الأفراد.الشخص الأكثر مرونة هو الذي يسيطر على الموقف
وتشمل القادة، حيث أن المرونة شرط أساسي في القيادة، ومعنى ذلك أن القائد عليه أن يجرب كل السبل المتاحة، وان يبحث أيضا عن سبل جديدة من أجل أن يؤثر في سلوك الأفراد، والاعتماد على سلوك واحد يعني عدم القدرة على التحكم والسيطرة على المواقف.لا وجود للفشل إنما هنالك رأي محدد عن تجربة
قد يحاول القادة أن يسيطروا على الأفراد باستخدام أسلوب معين، فيقودهم هذا الأسلوب إلى عدم تحقيق النتائج المرغوب فيها، هذا الفشل في علم البرمجة الغوية العصبية يعبر عنه بالتجربة، حيث أن تراكم التجارب يعطي المزيد من الخبرة لمواجهة التحديات، فلو لم تكن تجربة الإدارة العلمية لما وجدت النظريات الحديثة في الفكر الإداري، فكل تجربة فيها أخطاء، فإذا قمنا بتصحيح الأخطاء ووصلنا إلى نظريات جديدة.لكل تجربة شكلية فإذا غيرت الشكلية غيرت التجربة معها
حيث تعتبر هذه الفرضية من أهم الفرضيات، ويقصد بها انه لأي تجربة حدثت في السابق تفاصيل معينة، أي أنها وقعت في مكان محدد، ومع أشخاص معينين، وفيها أصوات وصور وأحاسيس، فالقاعدة تقول إذا غيرنا جزء من هذه التجربة غيرنا كامل التجربة، ومثال ذلك المشروبات الغازية، فالمشروبات الغازية تحتوى على مجموعة من المواد مثل الماء والسكر ونكهة معينة، فإذا قمنا بوضع نكهة البرتقال حصلنا على مشروب غازي بطعم البرتقال، وإذا أردنا أن نغير هذا المشروب ، نغير احد تفاصله ولتكن نكهة الفراولة، فنحصل على مشوب غازي بطعم الفراولة، وهذا هو المعنى لهذه الفرضية .يتم الاتصال الإنساني على مستويين
الواعي واللاواعي:كثير من الناس يجهل حقيقة هامة وهي أن العقل ينقسم إلى قسمين، العقل الواعي، والعقل اللاوعي، فالإنسان عندما يتعامل مع أشياء جديدة يستخدم عقله الواعي مثل التدرب على مهارة جديدة...، وبعد ما يعتاد على هذه المهارة تخزن على مستوى الذاكرة، ويصبح يقوم بها تلقائيا، وهذا الفعل التلقائي مصدره العقل اللاواعي.- تجد عند كافة البشر في تاريخهم الماضي كافة المصادر التي يحتاجونها لإحداث تغييرات ايجابية في حياتهم:يشعر الإنسان بالسعادة، وأحيانا بالإحباط ، ويعود السبب في ذلك إلى البرمجة السابقة، فالإنسان بمجرد ما ينجز شيء ما يشعر بالسعادة، وعندما يفشل في فعله يشعر بالإحباط، وهذا ما يعرف بالرابط، أو بمبدأ الحتمية أي أن الإنسان إذا حدث له شيء ما ، يؤدي عادتا إلى حدوث نتائج معينة، فعلى القادة أن يجعلوا وجودهم رابط للنشاط والانضباط والاحترام داخل المنظمة.
إن الجسم والعقل يؤثر كل منهما على الأخر
يقال أن العقل السليم في الجسم السليم، وعكس ذلك صحيح أيضا، فلو كان الشخص يعاني من ألم في جسمه، أكيد أن تركيزه سيكون محصور في الألم، وبالتالي لا يستطيع اتخاذ قرار صحيح في ضل هذه الحالة.إذا كان ممكنا لشخص ما، فمن الممكن لأي شخص أن يتعلم الشيء ذاته
إن قائد اليوم، كان عاملا بسيطا في الأمس، إلا انه طور إمكانياته حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، وهذا يعني أن كل إنسان يستطيع أن يفعل ما يفعله الآخرون، لأن الفرق هو أسلوب التفكير، فكل إنسان يستطيع أن يفكر، ولكن أسلوب التفكير يختلف من شخص إلى أخر، وعلم البرمجة اللغوية العصبية وُجد أساسا لهذا الغرض، أي أن الإنسان إذا استخدم استراتجيات أشخاص ناجحين ، يستطيع أن يصل إلى ما وصلوا إليه، أي الاتزان والنجاح، وهذا ما حدث فعلا في الشركات الكبرى التي طبقت استراتجيات النظريات الحديثة في الفكر الإداري وحصلت على نتائج مبهرة.إنني مسئول عن ذهني، لذا فانا مسئول عن النتائج التي أصل إليها
وهذه الفرضية تعني أن أسلوب تفكير معين يقود حتما إلى نتائج معنية، فلو استخدم القائد مثلا أسلوب المشاركة في اتخاذ القرارات، سوف يحصل على نتائج ايجابية، والعكس من ذلك فلو اتخذ قرارات فردية ستؤدي إلى تحقيق نتائج غير مرضية وهذا يعني أن المسؤولية تقع على القادة بخصوص النتائج التي وصلوا إليها نتيجة أفكارهم[1] ابرهيم الفقي، البرمجة اللغوية العصبية، مكتبة عراس للنشر و التوزيع، الجزائر،2010.، ص15.
© Manajmnt