التطور التاريخي لادارة الموارد البشرية
عبر رحلة استغرقت قرنا من الزمان، تقلب و تغير مسمى ادارة الموارد البشرية بين عدة مسميات، من إدارة المستخدمين، إلى إدارة العلاقات الصناعية، إلى إدارة العلاقات الإنسانية، إلى إدارة الأفراد(القوى العاملة)، إلى إدارة الشؤون الإدارية، وأخيرا الاستقرار على إدارة الموارد البشرية، كان تسلسل رحلة المسميات المقترنة بالفكر في الناحية البشرية، وكانت بالضرورة تتسق مع متغيرات عصرها و مع تلك النظرة لهذه الوظيفة المنظمية، التي كانت مدمجة في الوظائف الأخرى.
إن زيادة الاهتمام بالموارد البشرية نتيجة متغيرات فرضتها البيئة الخارجية للمنظمات، تعكس تطور إدارة الموارد البشرية، وفي ما يلي عرض موجز لهذا التطور التاريخي:[1]
إدارة المستخدمين
تميزت هذه المرحلة من بدايات القرن العشرين بما يلي:- انخفاض نسبة استغلال العمال نسبيا، وظهور بعض الوظائف المنظمية في وحدات الإنتاج و التسويق، بسبب الإنتاج الكبير و من ثم حدث التوازن التلقائي بين العرض و الطلب على العمالة.
- تحول نظرت المنظمات إلى تحقيق الأرباح، واعتمدت على الأسلوب العلمي في إعداد مواقع العمل، من أجل تحقيق الانجازات ذات العائد الاقتصادي.
- أصبحت فكرة فصل الإدارة عن الملكية فكرة فاعلة، مما أوجد المهنة الإدارية، والتي يمارسها المديرون المحترفون.
إدارة العلاقات الإنسانية
حاول"إلتون مايو" ومعاونوه إيجاد حل لظاهرة إيقاف الإنتاج عند حد معين لا يبرحه، أي كيف يقلل الفرد من الإنتاج والمفترض انه اقتصادي ورشيد ، في ظل كساد عظيم، فكانت تجارب مصنع "الهاوثورن" هي السبيل للكشف عن أسباب هذه الظاهرة، وابرز ما ميز هذه المرحلة هو بروز دور الصلات والتفاعلات بين الإدارة والعمال، والتي تتسم بالاحترام والتقدير المتبادل، وإتاحة الفرصة لتبادل الآراء، ومناقشة الأفكار والنظر للإنسان نظرة آدمية، وأولت الإدارة اهتمامها بالعمال عبر تنظيماتهم الغير رسمية، وحاولت جاهدة التوفيق بين التنظيمين الرسمي والغير رسمي، حتى تحقق الأهداف التي وضعتها، ومن هنا تغير مسمى الوحدة التي ترعى وتهتم بالأفراد، من إدارة العلاقات الصناعية، إلى إدارة العلاقات الإنسانية.إدارة الأفراد(إدارة القوى العاملة)
عندما استقرت العلاقات نسبيا بين الإدارة من جهة والعاملين من جهة ثانية، تغير وضع النقابات العمالية، ولعل ذلك يرجع إلى المتغيرات التي سادت هذه الفترة، وهي النصف الثاني من القرن العشرين، حيث ظهر الفكر الاشتراكي- كإرهاصات للفكر الشيوعي-، وفيه تملكت الدولة وسائل وأدوات الإنتاج والتزمت بكافة حقوق العاملين.إدارة الموارد البشرية
بعد سقوط المعسكر الشرقي ظهر مفهوم جديد في العالم عرف بالعولمة والتي تعمل على سيادة متغيرات واحدة كل دول العالم، وقد ظهرت في النواحي الاقتصادية، حيث جل العالم يعمل وفق النموذج الرأسمالي، الذي يعتمد على قوى السوق، وسعت المنظمات في ظل هذا المناخ، نحو الفرد الذي يملك المعرفة، والقدرات، والمهارات، والخبرات المتخصصة، والذي من الممكن أن تستفيد منه المنظمات في أي بلد، وعليه تغيرت النظرة للفرد، واعتبر موردا من موارد المنظمة، وأصبح استخدام"إدارة الموارد البشرية"مألوفا، ويكاد يعمم على جل المنظمات، والآن الفرد كمورد بشرى، يمكن استثماره في تحقيق إيرادات للمنظمة، ليس هذا فحسب، بل وتعظيم ثروتها، من خلال استخدام إمكاناته.________________________________________
[1]محمد حافظ حجازي، إدارة الموارد البشرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، 2005، ص ص33،43.
© Manajmnt